فشعر الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما نص الشارع على تحريم أخذه .
الثاني:ما نص الشارع على طلب أخذه .
الثالث: ما سكت عنه الشارع .
فما نص الشارع على تحريم أخذه، فلا يجوز قص أو إزالة شيء منه كاللحية للرجل، ونمص الحاجب للمرأة والرجل على سواء. وما نص على طلب أخذه، فيزال أو يؤخذ منه بقدر ما ورد الشارع به مثل الإبط والعانة، والشارب للرجل.
وما سكت عنه فإنه عفو، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"وما سكت عنه فهو عفو". [ رواه البزار والطبراني وحسنه الهيثمي] .فهذا القسم يرجع إلى اختيار العبد مثل الشعر الذي ينبت على الأنف أو على الجبهة، فإن شاء أزاله وإن شاء أبقاه. والله أعلم.
روى البخاري ومسلم وأحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط.
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: وقَّت لنا رسول الله في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة. قال النووي: معناه: لانترك تركاً تتجاوز به الأربعين.
فحلق شعر العانة -وهو المراد بالاستحداد في الحديث- وكذلك نتف شعر الإبط مما أمر به الشرع وحثَّ عليه.
أما الإزالة النهائية لهذه الشعور بحيث لا تنبت مرة أخرى ففيها عدة محظورات:
الأول: أن ذلك يدخل في تغيير خلق الله، قال تعالى حاكيًا عن إبليس اللعين: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119].
والمراد بتغيير خلق الله كما قال البيضاوي: (تغييره عن وجهه وصورته أو صفته). فيدخل في ذلك قتل أو إزالة الخلايا التي تنتج هذه الشعور.
الثاني: أن ذلك مضاد للحكمة التي خلق الله هذه الشعور لأجلها، فما خلق الله هذه الشعور إلا لحكمة وإن خفيت علينا.
الثالث: أن إزالة هذه الشعور نهائيًا يفوت على المكلف عبادة أمر بها وهي أخذ هذه الشعور كلما نمت.
الرابع: أن ذلك لا يُؤمَن معه حدوث ضرر.. إما بسبب قتل أو إزالة الخلايا التي تنتج الشعور، أو بتأثير الوسيلة المستخدمة في ذلك.
والله أعلم.
نعتذر لعدم تقديم وصفة إزالة الشعر بشكل نهائي لأننا نريد لنا و لكم الخير في الدنيا و الآخرة
و لا خير إلا في ما اختاره الله عز و جل
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire