شاهد | و احذر .. حسبنا الله و نعم الوكيل..
شاب في مقتبل العمر عثروا على صورته مدفونة و بجانبها طلاسم و كلمات !!..
أمسك قلبك - و شاهد ماذا حصل له و كيف أصبحت حياته !!..تم العثور على صورة عبد الرحمان مدفونة وإلى جانبها بعض الطلاسم التي كتبت بطريقة غريبة والتي تشير بعض كلماتها أن الهدف منها هو أن تتحول حياته السعيدة إلى حياة تعيسة ..
وفور تداول قصة هذا الشاب المؤثرة عبر النشطاء عن استنكارهم الكبير لمثل هذه الممارسة التي تحول حياة الأبرياء رأسا على عقب، متمنين أن يتم التوقف عنها وأن يحكم أصحابها العقل...
على مدار اليومين الماضيين انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لشاب يدعى عبد الرحمن من منطقة بني سويف في مصر يعاني من مرض السرطان، بالإضافة إلى صور أخرى تؤكد بأن السبب الرئيسي لمرضه الخبيث، وقوعه بين يدي حاقدين قاموا بأعمال سحر وشعوذة على صورته قبل دفنها.
تحديث :
مع صباح يوم 2 رمضان غابت شمس عبد الرحمن السيد " 24 عامًا" ذلك الشاب الذي كافح بقوة ضد مرض دخل في جسده الشاب الفتي، فحوله إلى رجل كهل لا يقوي جسده على الوقوف، حتى أسلم روحه لربه، بعد أن انفتح أمامه الأمل في العلاج بالخارج على نفقة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، لكن الله شاء أن يكون لقاء هذا الشاب المؤمن بربه في هذه الأيام المباركة.
كان عبد الرحمن شابا قويا يملأ الدنيا مرحا طولًا وعرضًا، في مدينته الفشن بمحافظة بني سويف، حتى جاء يوم 13 أغسطس 2013، لتتحول حياته كلها إلى مأساة بعد أن داهمه المرض، وعرف وقتها أنه مريض بسرطان الهودجن ليمفوما، في البداية لم يتأثر عبد الرحمن، ولم يخبر أهله، حتى لا تخور قواهم، لكنه صارح أصدقاءه أن ذلك المرض مجرد مرض عادي سيتغلب عليه برغبته في الحياة، وسيقهر المرض.
وكتب أحمد مصطفى شعبان أحد أصدقاء عبد الرحمن عن شجاعة عبد الرحمن، في يوم 31 مايو الماضي، على صفحته بفيس بوك فقال "بقرأ كل يوم عن بطل ضحي بحياته في سيناء أو بطل تاني أصيب في انفجار فقد فيه أحد أطرافه.. لكن بطل النهارده مش مجرد واحد قَريت حكايته وخلاص لأ ده صاحبي من أكتر من عشر سنين عبد الرحمن، شاب عادي ربنا حَب يختبر صَبره وإبتلاه بمرض خبيث (سرطان الهودجكن ليمفوما) من أربع سنين تقريبًا بس كان تعامله مع الموضوع لما عِرف كان غريب شوية وخاصة إن المرض كانسر كان بالنسبة له عادي مفرقش معاه كأنه أي مرض مش هيأثر عليه هوه شوية وان شاء الله هايرجع أحسن من الأول حتى مفيش حد من أهله كان عارف حاجة لمدة طويلة لحد ما بدأت أعراض المرض تظهر عليه".
وقال أحمد شعبان:"كان عنده إرادة.. في حياتي أقسم بالله ماشفت زيها في كُل حاجة سواء في شغله أو مقاومته لمرضه. ما بين الغالب والمغلوب وإن الإنسان دايمًا مع المرض هوه المغلوب، المرض فعلًا تغَلب على عبد الرحمن بس إن شاء الله هتكون فترة وصاحبي هايرجع تاني أقوي وهاتكون الغَلبة ليه إن شاء الله".
وأضاف صديق عبد الرحمن: "في يوم وليلة انتشرت صوره على السوشيال ميديا كمريض يكافح المرض وصبر أيوب يتمثل في جسد يكافح السرطان بس هوه في العالم الحقيقي بعيدًا عن السوشيال ميديا في عالم الإمكان إللي ربنا خلقه هوه فعلًا بطل يستحق الاحترام عن إرادته الإرادة إللي كُلنا بنسمع عنها لكن النهارده أنا عاصرتها وشوفتها.. دعوات ليل نهار لربنا إنه يرجعه لينا تاني أحسن من الأول وحسن الظن في قدره ربنا على كُل حاجه كُن فيكون وإن شاء الله دايمًا خير".
لم يكن أحمد يعرف أن المرض سيتغلب على صديقه عبد الرحمن وسيقضي عليه بعد أسبوع من كتابته لتلك التدوينة، فعبد الرحمن كان قد وصل لمرحلة حرجة من المرض، فقد انتشر السرطان في الكلى، والكبد، والطحال، والنخاع الشوكى تدمر تماما، واستئصال جزء من المعدة بسبب انتشار المرض في المعدة بشكل سريع، ما أحدث ثقب بالمعدة، وجعله لا يستطيع الحركة، وكان عبد الرحمن يجري عملية نقل دم وبلازما يوميًا، فجسده أصبح لا يقوم بالوظائف الحيوية الطبيعية، وكان بحاجة إلى عملية زرع للنخاع بـ 150 ألف يورو بمعهد جوستاف دى رووسى بفرنسا.
ومنذ نحو أسبوعين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حكاية عبد الرحمن أبو هشيمة، ومحاولة وقوفه أمام مرض ينخر في جسده النحيل منذ نحو 4 سنوات فحوله من فتي غض الشباب، إلى قطعة كهل يشبه جسدة القطعة البالية من القماش، فما كان من رجل الأعمال أبو هشيمة إلا أن عرض التكفل بكل مصاريف علاجه بالخارج، وبالفعل تحدد فجر اليوم الثلاثاء لسفر عبد الرحمن إلى الخارج لبدء رحلة العلاج، لكنه توفي بعد صراع مع مرضه لمدة 4 سنوات.
الحمد لله
من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .
ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .
وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .
كان عبد الرحمن شابا قويا يملأ الدنيا مرحا طولًا وعرضًا، في مدينته الفشن بمحافظة بني سويف، حتى جاء يوم 13 أغسطس 2013، لتتحول حياته كلها إلى مأساة بعد أن داهمه المرض، وعرف وقتها أنه مريض بسرطان الهودجن ليمفوما، في البداية لم يتأثر عبد الرحمن، ولم يخبر أهله، حتى لا تخور قواهم، لكنه صارح أصدقاءه أن ذلك المرض مجرد مرض عادي سيتغلب عليه برغبته في الحياة، وسيقهر المرض.
وكتب أحمد مصطفى شعبان أحد أصدقاء عبد الرحمن عن شجاعة عبد الرحمن، في يوم 31 مايو الماضي، على صفحته بفيس بوك فقال "بقرأ كل يوم عن بطل ضحي بحياته في سيناء أو بطل تاني أصيب في انفجار فقد فيه أحد أطرافه.. لكن بطل النهارده مش مجرد واحد قَريت حكايته وخلاص لأ ده صاحبي من أكتر من عشر سنين عبد الرحمن، شاب عادي ربنا حَب يختبر صَبره وإبتلاه بمرض خبيث (سرطان الهودجكن ليمفوما) من أربع سنين تقريبًا بس كان تعامله مع الموضوع لما عِرف كان غريب شوية وخاصة إن المرض كانسر كان بالنسبة له عادي مفرقش معاه كأنه أي مرض مش هيأثر عليه هوه شوية وان شاء الله هايرجع أحسن من الأول حتى مفيش حد من أهله كان عارف حاجة لمدة طويلة لحد ما بدأت أعراض المرض تظهر عليه".
وقال أحمد شعبان:"كان عنده إرادة.. في حياتي أقسم بالله ماشفت زيها في كُل حاجة سواء في شغله أو مقاومته لمرضه. ما بين الغالب والمغلوب وإن الإنسان دايمًا مع المرض هوه المغلوب، المرض فعلًا تغَلب على عبد الرحمن بس إن شاء الله هتكون فترة وصاحبي هايرجع تاني أقوي وهاتكون الغَلبة ليه إن شاء الله".
وأضاف صديق عبد الرحمن: "في يوم وليلة انتشرت صوره على السوشيال ميديا كمريض يكافح المرض وصبر أيوب يتمثل في جسد يكافح السرطان بس هوه في العالم الحقيقي بعيدًا عن السوشيال ميديا في عالم الإمكان إللي ربنا خلقه هوه فعلًا بطل يستحق الاحترام عن إرادته الإرادة إللي كُلنا بنسمع عنها لكن النهارده أنا عاصرتها وشوفتها.. دعوات ليل نهار لربنا إنه يرجعه لينا تاني أحسن من الأول وحسن الظن في قدره ربنا على كُل حاجه كُن فيكون وإن شاء الله دايمًا خير".
لم يكن أحمد يعرف أن المرض سيتغلب على صديقه عبد الرحمن وسيقضي عليه بعد أسبوع من كتابته لتلك التدوينة، فعبد الرحمن كان قد وصل لمرحلة حرجة من المرض، فقد انتشر السرطان في الكلى، والكبد، والطحال، والنخاع الشوكى تدمر تماما، واستئصال جزء من المعدة بسبب انتشار المرض في المعدة بشكل سريع، ما أحدث ثقب بالمعدة، وجعله لا يستطيع الحركة، وكان عبد الرحمن يجري عملية نقل دم وبلازما يوميًا، فجسده أصبح لا يقوم بالوظائف الحيوية الطبيعية، وكان بحاجة إلى عملية زرع للنخاع بـ 150 ألف يورو بمعهد جوستاف دى رووسى بفرنسا.
ومنذ نحو أسبوعين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حكاية عبد الرحمن أبو هشيمة، ومحاولة وقوفه أمام مرض ينخر في جسده النحيل منذ نحو 4 سنوات فحوله من فتي غض الشباب، إلى قطعة كهل يشبه جسدة القطعة البالية من القماش، فما كان من رجل الأعمال أبو هشيمة إلا أن عرض التكفل بكل مصاريف علاجه بالخارج، وبالفعل تحدد فجر اليوم الثلاثاء لسفر عبد الرحمن إلى الخارج لبدء رحلة العلاج، لكنه توفي بعد صراع مع مرضه لمدة 4 سنوات.
الحمد لله
من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .
ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .
وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire